ما زلت أتذكر التصريحات اللافتة لوزيرة التعليم السويدية، التي دعت فيها إلى العودة إلى طرق القراءة والكتابة التقليدية في المدارس الابتدائية. لانها لاحظت تراجع مهارات الطلاب في القراءة والكتابة

 

وما زلت اذكر التقرير الصادم الذي أشار إلى أن عددا من الطلاب في الأردن وفي مراحل متقدمة مثل الصف العاشر لا يعرفون القراءة والكتابة.

 

هل يجب وقف الإسراف في الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم أم يجب المواءمة بين الطرق الحديثة والطرق التقليدية.

 

تبدأ القصة في تعميق ثقافة "الساندوتش" الذي يحشر فيه التلميذ كل أنواع الأغذية ويتناوله على الطريق او في الفسحة بدلا من الجلوس إلى المائدة ليتأول إفطاره بأناة وتنوع وهدوء!!

 

هذا يعكس السرعة التي تقود إلى السطحية وذاك يعكس تشرب المعرفة بعمق وتنوع .

 

لا ازعم أن الاعتماد المفرط على مواقع البحث في التعليم والبحث فيه ضرر لكن أدوات البحث التي تحث الطالب على تقليب وربما قراءة عشرات الكتب والمراجع لتخليص نتيجة تبدو عملية تعليمية اكثر عمقا ووعيا وثقافة ناهيك عن إتقان القراءة الصحيحة والكتابة الصحيحة ايضا .

 

‎ اما مسألة الإنفاق على التعليم فعندما يقال ان معدل الانفاق على التعليم في

 

‎العام يشكل 20ر12٪ من الموازنة ونحو 8٫3٪ من الناتج المحلي الاجمالي يتبادر الى الذهن انه انفاق كاف والبعض يعتبره كبيرا والصحيح ليس كذلك!

 

‎السبب ان الأجور مثلا تستحوذ على (93%) من موازنة وزارة التربية والتعليم و(5%) فقط تذهب للسلع والخدمات، ما يعني ان الانفاق على التطوير وعلى بيئة التعليم انفاق هزيل..

 

‎ الانطباع بأن التعليم بشقيه الأساسي والعالي قد تراجع قد يبدو صحيحا عندما نلاحظ النتائج فالطلاب يفضلون نمط ضع دائرة في الامتحان عوضا عن استفزاز التفكير في الإجابة.

 

‎هناك كثرة في عدد الجامعات وربما كان ذلك من اهم المؤثرات السلبية الي دفعت الطلبة إلى الدراسات الأكاديمية وفي معظمها بعيدة عن احتياجات السوق على حساب الاتجاه المهني الذي بات يستدعي ايضا دراسات جامعية.

 

‎ اصبح اقتناء مكتبات في المنازل من العادات السيئة في مقابل التفاخر بالسباق لامتلاك انواع حديثة من الهواتف الذكية.