الحكومة.. واختبار الـ 10 مليارات*علاء القرالة
الراي
تقف الحكومة برئاسة الدكتور جعفر حسان أمام اختبار حقيقي قد يكون الأصعب في تاريخ الحكومات الأردنية بالانتقال من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي لمشاريع كبرى طال انتظارها، فما ستشرع الحكومة في تنفيذه مطلع العام المقبل، سيكون بمثابة امتحان مباشر لقدرتها على تحويل الخطط لمنجزات ملموسة، فهل تنجح بالاختبار؟.
الملف الاقتصادي الشائك، كان ولا يزال محور الاهتمام الأول لكل الحكومات، إلا أن حكومة الدكتور حسان تأتي بظرف استثنائي، يتمثل بتوافر خطط جاهزة و"مشاريع حيوية" تم التحضير لها على مدى سنوات، لتجد نفسها الآن أمام التحدي التنفيذي وليس التنظيري، وهي المرحلة التي غالبا ما تعثرت فيها حكومات سابقة.
من أبرز هذه المشاريع، "الناقل الوطني" للمياه، و"المدينة الجديدة" التي بدأت ملامحها تتضح بفتح الطرق واختيار موقع الاستاد الدولي، ومشروع السكك الحديدية، واستكشافات النفط والغاز، وجميعها مشاريع استراتيجية تبلغ كلفتها نحو 10 مليارات دولار خلال ثلاث سنوات، وتشكل محور الرؤية الاقتصادية للحكومة التي تهدف من خلالها إلى تحقيق نمو بنسبة 4% في الناتج المحلي الإجمالي، مع ضبط الدين العام وتخفيض نسب البطالة.
الحكومة تدرك أن التحدي لا يكمن في صياغة المشاريع بل في تنفيذها، وسط حاجة ملحة لاستعادة ثقة الأردنيين، الذين أنهكتهم الوعود المؤجلة والتحديات المعيشية والمشاريع المؤجلة،لذلك فإن النجاح في تنفيذ هذه المشاريع سيتجاوز كونه إنجازا فنيا أو إداريا، ليكون نقطة تحول حقيقية في العلاقة بين الدولة والمواطن، وفرصة لإعادة بناء الثقة وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
ورغم حجم الطموحات عند هذه الحكومة، إلا أن التحديات كبيرة، بدءا من البيروقراطية، مرورا بتأمين التمويل، وصولا إلى الحاجة لإدارة صارمة وفعالة تضمن التنفيذ في الوقت المحدد ووفق أعلى المعايير، ومع ذلك، فإن ما تملكه الحكومة من خطط وإرادة سياسية يمكن أن يكون كافيا إذا ما تم ترجمته إلى أفعال.
التحدي الأكبر والأصعب يقف أمام الحكومة، يكمن بالتمويل وتوفير المبلغ المقرر بـ 10 مليارات دينار لتنفيذها، والمأمول أن تتمكن الحكومة الحالية من تأمينها فأن تحقق ذلك ستكون قد نجحت في الاختبار الأصعب، وخاصة اننا نعرف ان عقدة المشاريع الكبرى دائما ما تصطدم بالتمويل.
خلاصة القول، الأشهر القادمة ستكون حاسمة، على مستوى تنفيذ الخطط وتحقيق التنمية المنشودة، فهل ستبقى التحديات أقوى من الطموح؟ ننتظر الأيام للإجابة، وفي النهاية، لا يقاس النجاح بالخطط على الورق، بل بما ينجز على الأرض، وما ينعكس على حياة الناس.