أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2025

آن الأوان لمعالجة التشوّه البصري في عمّان: نداء إلى أمين عمّان* ماجدة المعايطة
سوشيال ميديا -
تتميز عمّان بجمالها الطبيعي وتضاريسها الفريدة التي تمنحها طابعًا خاصًا لا يشبه أي مدينة أخرى في المنطقة، غير أن هذا الجمال بات يختفي خلف مشهد بصري غير متناسق، سببه التشوه العمراني لأسطح المباني التي تتزاحم فوقها خزانات المياه والهوائيات والتمديدات العشوائية دون أي تنظيم أو رؤية جمالية موحّدة.
وعند النظر إلى المباني من الأعلى، يبدو المشهد فوضويًا ومؤلمًا؛ فأسطح البنايات تحوّلت إلى مساحات مزدحمة ومشوّهة، تفتقد إلى أبسط مقومات الجمال الذي تستحقه مدينة عمّان، التي لطالما كانت عنوانًا للبساطة والأناقة الشرقية.
عمّان، التي تمتد على مساحة تقدر بـ7579 كيلومترا مربعا وتضم أكثر من مليون مبنى بين سكني وتجاري، تستحق مشروعًا وطنيًا يعيد لها توازنها البصري ويجعلها نموذجًا يحتذى في التخطيط الحديث.
من هنا، أجد لزامًا أن أوجّه نداءً إلى أمين عمّان الكبرى وفريقه الهندسي للنظر بجدية في هذه القضية التي تمسّ هوية المدينة البصرية.
المطلوب ليس فقط إزالة الخزانات أو إخفاءها، بل إطلاق مبادرة حضارية تعيد النظام والجمال إلى المشهد العام، عبر السماح للمواطنين لتشجيعهم على تنفيذ المبادرة بإضافة طابق فوق المسموح به في الرخص الحالية ، على أن يعلو هذا الطابق رووف ذا تصميم جمالي  مغطّى بالقرميد الأحمر أو البني، كما نرى في كثير من المدن الأوروبية التي تنسجم فيها الأسطح مع الهوية المعمارية العامة.
هذا الحلّ لا يمنح عمّان مظهرًا أكثر جمالًا فحسب، بل يقدّم أيضًا حلاً عمليًا واقتصاديًا يتيح للمواطنين إخفاء الخزانات والتمديدات داخل الطابق الجديد، ويُسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط قطاعات البناء  والتصميم الهندسي وصناعة القرميد والدهانات، بما يخلق فرص عمل جديدة للشباب ويدعم سوق المقاولات المحلية.
إنّ البدء بهذا المشروع من العاصمة عمّان سيكون خطوة نموذجية يمكن تعميمها لاحقًا على باقي محافظات المملكة، لتصبح المدن الأردنية أكثر جمالًا وتنظيمًا وتوازنًا في مظهرها العمراني.
إنّ معالجة التشوه البصري في عمّان ليست ترفًا عمرانيًا، بل ضرورة للحفاظ على هوية المدينة وروحها.
فالعاصمة التي تطمح لتكون مدينة ذكية ومستدامة، لا بد أن تبدأ من التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق الكبير.
“مشروع عمّان الجميلة”
أقترح أن تحمل هذه المبادرة اسم “مشروع عمّان الجميلة”، ليكون عنوانًا جامعًا لجهود الأمانة والمجتمع المحلي والقطاع الخاص في إعادة الاعتبار لجمال المدينة من الأعلى.
مشروع يبدآ من عمان وينتهي بمحافظات المملكة كافة ، يهدف إلى تحويل الأسطح من مصدر فوضى إلى مساحات جمالية موحّدة، تعبّر عن ذوق العاصمة وروحها المعمارية، وتعيد رسم صورتها البهية كما نراها في قلوبنا قبل عيوننا