أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Oct-2025

اتفاق تجاري تاريخي بين الصين وأمريكا: تأثيراته على أسواق الذهب والبترول*هاشم عقل

 الراي 

في خطوة مفاجئة ومرتقبة في الوقت ذاته، أعلن مسؤولون من الولايات المتحدة والصين، التوصل إلى إطار اتفاق تجاري في محادثات استمرت يومين في ماليزيا، ليُشكل هذا الإعلان نقطة تحول محتملة في العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.
 
الاتفاق، الذي يُنتظر توقيعه رسميًا في لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس المقبل، يهدف إلى نزع فتيل التوترات التجارية التي هددت الاقتصاد العالمي على مدار سنوات، لكن ما الذي يعنيه هذا الاتفاق لأسواق السلع الأساسية، وبالأخص الذهب والبترول؟
 
تفاصيل الاتفاق وتأثيراته المتوقعة على هذين السوقين الحيويين.
 
تفاصيل الاتفاق التجاري
 
الذي تم التوصل إليه يُعتبر بمثابة هدنة تجارية مؤقتة تهدف إلى تجنب تصعيد التوترات التي تصاعدت مؤخرًا بين واشنطن وبكين. تشمل النقاط الرئيسية للإطار ما يلي:
 
1. إلغاء الرسوم الجمركية المرتفعة: تعهدت الولايات المتحدة بتجنب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية المستوردة، وهي خطوة كانت ستُشكل ضربة قوية لسلاسل التوريد العالمية.
 
2. التزامات شراء صينية: وفي المقابل، وافقت الصين على زيادة كبيرة في شراء منتجات زراعية أمريكية، وخاصة الصويا، مما يُعزز من صادرات الولايات المتحدة الزراعية.
 
3. تأجيل قيود المعادن النادرة: تعهدت الصين بتأجيل فرض قيود على تصدير المعادن النادرة، وهي مواد حيوية للصناعات التكنولوجية، لمدة عام على الأقل.
 
4. حل نزاعات ثنائية: شمل الاتفاق تسوية الخلافات حول قضايا مثل بيع تطبيق تيك توك، ومكافحة تهريب الفينتانيل، والرسوم على الشحن البحري.
 
5. استمرار ضوابط التصدير الأمريكية: على الرغم من الهدنة، ستبقى الولايات المتحدة تحتفظ بضوابط التصدير على الصين في بعض القطاعات الحساسة مثل التكنولوجيا المتقدمة.
 
هذا الإطار يُعتبر خطوة أولية، لكنه يُظهر إرادة مشتركة لتهدئة التوترات التي أثرت على الأسواق العالمية، ويُمهد الطريق لاتفاق نهائي يُنتظر أن يُعزز الثقة في الاقتصاد العالمي. لكن، كيف ستتفاعل أسواق الذهب والبترول مع هذه التطورات؟.
 
*تأثير الاتفاق على سوق الذهب
 
يُعتبر الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتوترات التجارية عندما تتصاعد الصراعات بين الدول الكبرى، ويرتفع الطلب على الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة، مما يدفع أسعاره للصعود. ومع ذلك، فإن إعلان هذا الاتفاق التجاري يُقلل من حالة عدم اليقين، مما يُعزز الثقة في الأسواق المالية ويُشجع المستثمرين على التحول نحو الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، على حساب الذهب.
 
التوقعات قصيرة المدى
 
• انخفاض محتمل في الأسعار: مع تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية نتيجة الاتفاق، من المتوقع أن يشهد الذهب ضغطًا هبوطيًا على أسعاره. في أحداث مماثلة في الماضي، مثل تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في عام 2019، شهد الذهب انخفاضًا يوميًا بنسبة تصل إلى 3% بعد إعلانات مماثلة.
 
• الوضع الحالي: خلال الأسبوع الماضي، سجل الذهب بالفعل تراجعًا بنحو 3.3%، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التوقعات المسبقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق. مع تأكيد الإطار اليوم، من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه الهبوطي على المدى القريب، خاصة إذا أظهرت البيانات الاقتصادية تحسنًا في النمو العالمي.
 
• عوامل أخرى: على الرغم من هذا الاتفاق، لا يزال هناك عوامل أخرى قد تحد من الانخفاض الحاد في أسعار الذهب، مثل التضخم العالمي المستمر، وتوقعات رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، والتي قد تدعم الذهب كحماية ضد التضخم.
 
التوقعات طويلة المدى
 
على المدى الطويل، يعتمد أداء الذهب على مدى استدامة هذا الاتفاق. إذا نجحت القمة المرتقبة بين ترامب وشي في إرساء أسس لتعاون اقتصادي مستقر، فقد يستمر الضغط الهبوطي على الذهب. ومع ذلك، أي انتكاسات أو فشل في تنفيذ الاتفاق قد يعيد الذهب إلى مساره الصعودي كملاذ آمن.
 
*تأثير الاتفاق على سوق البترول
 
على عكس الذهب، يتأثر سوق البترول بشكل مباشر بالتوقعات الاقتصادية والطلب العالمي على الطاقة. التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم، تؤدي عادةً إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض الطلب على الطاقة، مما يضغط على أسعار النفط. ومع إعلان هذا الاتفاق، يُتوقع أن يشهد سوق البترول انتعاشًا مدعومًا بزيادة الثقة في النمو الاقتصادي.
 
التوقعات قصيرة المدى:
 
• ارتفاع محتمل في الأسعار: مع تحسن التوقعات الاقتصادية، من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط، خاصة مع التزام الصين بشراء كميات كبيرة من الصويا الأمريكية، التي تُستخدم جزئيًا في إنتاج الوقود الحيوي. هذا الطلب غير المباشر على الطاقة قد يدفع أسعار النفط الخام، مثل خام برنت وغرب تكساس الوسيط (WTI)، للارتفاع بنسبة تتراوح بين 2-6% على المدى القريب، وفقًا لأنماط مماثلة شهدتها الأسواق في فترات تهدئة سابقة.
 
• الوضع الحالي: شهدت أسعار النفط تقلبات خلال الأسابيع الماضية، مع تأثرها بالمخاوف من تصاعد التوترات التجارية. الآن، مع إعلان الاتفاق، من المتوقع أن تشهد الأسعار دفعة إيجابية، خاصة إذا أكدت القمة المقبلة استمرارية هذا التقارب.
 
• عوامل أخرى: على الجانب الآخر، يبقى سوق النفط حساسًا لعوامل أخرى مثل قرارات أوبك+ بشأن مستويات الإنتاج، والتوترات الجيوسياسية في مناطق إنتاج النفط مثل الشرق الأوسط.
 
التوقعات طويلة المدى:
 
إذا أدى الاتفاق إلى تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، فإن الطلب على النفط سيستمر في الارتفاع، مما يدعم الأسعار على المدى الطويل. ومع ذلك، يجب مراقبة عوامل مثل التحول نحو الطاقة المتجددة والتغيرات في السياسات البيئية، التي قد تحد من الاعتماد على النفط في المستقبل.
 
يُمثل إطار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين خطوة كبيرة نحو تهدئة التوترات التي أثرت على الأسواق العالمية لسنوات.
 
بالنسبة للذهب، من المتوقع أن يشهد ضغطًا هبوطيًا على أسعاره على المدى القريب بسبب تحسن الثقة في الأسواق وزيادة الشهية للمخاطرة.
 
أما بالنسبة للبترول، فإن الاتفاق يُعزز توقعات الطلب على الطاقة، مما يدعم ارتفاع الأسعار في الأيام والأسابيع القادمة. ومع ذلك، تبقى هذه التوقعات مرهونة بنجاح القمة المرتقبة واستدامة التعاون بين البلدين.